نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها، أن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومدير الموساد يوسي كوهين، في مدينة نيوم، جرى للحديث عن إيران وليس التطبيع.
وقالت: “نتنياهو وكوهين اللذين كان ينظر إليهما في السابق على أنهما أعداء للمملكة، وصلا إلى السعودية على متن طائرة خاصة”، معتبرة أن “شيئا ما مهم يتم التحضير له”.
وعلى الرغم من تعليق الصحيفة، إلا أنه يُرى إلى الخطوة بحد ذاتها باستقبال المملكة لنتنياهو وكوهين على أراضيها، سابقة، وتعد تطبيعا سعوديا غير مسبوق.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن “الآمال باتباع السعودية خطوات جارتيها البحرين والإمارات، بإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، ليست في محلها”.
وأضافت: “لا يزال السعوديون يصرون على أن تحولا كبيرا كهذا مرتبط بحل دائم للنزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، ولا يوجد حل في الأفق”.
واعتبرت أن “نتنياهو وابن سلمان متفقان على شيء واحد، وهو الدور الإيراني الخبيث في المنطقة، وقلق مشترك من إظهار الرئيس الأميركي المقبل، جو بايدن لهجة تصالحية مع طهران. ولهذا كان اللقاء الذي دفع به وزير الخارجية مايك بومبيو، بهدف إطلاق سهم في مرمى إدارة بايدن”.
وأوردت أن “هناك خشية من محاولة بايدن البحث عن طرق للعودة إلى اتفاق النووي، الذي تخلى عنه ترامب في 2018. ولا يزال معظم الديمقراطيين بمن فيهم الذين اختارهم بايدن لإدارة الخارجية والأمن القومي، لا يزالون يعتبرون الاتفاقية التي تفاوضت عليها إدارة باراك أوباما صورة عن فن الحكم”.
ومع أن الاتفاقية عرضت البرنامج النووي الإيراني للتدقيق الدولي، إلا أنها منحت المرشد الأعلى السيد علي خامنئي ورقة مفتوحة لمواصلة دعم الجماعات الوكيلة له في المنطقة. ولم يؤد تخفيف العقوبات عن إيران وتدفق الموارد إلى ازدهار وطني، ولكن زيادة المساعدات للجماعات الوكيلة في المنطقة مثل حزب الله.
وحاولت إدارة ترامب تصحيح هذا، وحصلت على دعم من إسرائيل ودول الخليج. وأقنع مقتل الجنرال قاسم سليماني والصدع الذي أحدثه في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عددا من دول الخليج، أن هناك إمكانية لإقامة تحالف جديد مع إسرائيل، ويعتمد على التشارك في المعلومات الأمنية وتقديم الأسلحة المتقدمة من الولايات المتحدة.
وقالت: “إلا أن اتفاقية أوباما العوراء، والحرب الاقتصاية الشاملة التي أعلنها ترامب، لم تؤد إلى النتيجة المرغوبة، أي تغيير شامل في سلوك النظام الإيراني. فقد ظل يعتقد أن إدارة ترامب وقبله إدارة أوباما تعاملتا معها كدولة مهزومة، وهو ما ولد لديها حالة من السخط الذي أكد لها أهمية الحفاظ على موقعها كعقل مدبر للإرهاب في الشرق الأوسط”، وفق تعبيرها.
ويقترح اختيار بايدن لمستشاريه أنه يفضل العودة للاتفاقية النووية، إن لم يكن توسيعها. وسيمنحه هذا فرصة للعودة إلى الإجماع مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا. ويقوم هذا على رؤية أن عدم مراقبة إيران وجهودها نحو القنبلة النووية سيؤدي إلى سباق تسلح بالمنطقة، الذي يستهدف في النهاية أمريكا.
وأضافت الصحيفة: “تنظر إسرائيل والسعودية ودول الخليج الموقف المتوقع من إدارة بايدن على أنه أقسى درجات السذاجة. وهم يعتقدون أن إيران لا يمكن النظر إليها من خلال منظور البرنامج النووي، لأنها فتحت عددا من الجبهات في الدول الجارة، وهي تلعب بالنار”.
وختمت بالقول: “ربما لم تكن السعودية وإسرائيل حلفاء محتملين، لكنهما تشتركان في رؤية أن رئيسا مضللا قد يسمح بولادة إمبراطورية فارسية مرة ثانية”.