غسان همداني_ ليبانون تايمز
تشهد العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله توترا عاليا، ظاهره معمل سلعاتا للكهرباء، وباطنه تسلط الوزير جبران باسيل على مقدرات الدولة، ومحاولته انتزاع وعد من حزب الله بترشيحه لرئاسة الجمهورية.
ينكر الطرفان وجود خلل في هذه العلاقة، لكن تأكيدهما الدائم على متانة هذه العلاقة يؤكد ان الأمور ليست على مايرام، وبينما حزب الله مصر على ابقاء هذا التفاهم على قيد الحياة، ويضخ في شرايينه دما جديدا كلما أصيب بالأنيميا، يصرالوزير باسيل على ابتزاز الحزب للوقوف معه في وجه كل من يعتبره باسيل حجر عثرة في طريق مشروعه، واحراجه مع حلفائه ، مخيرا الحزب بينه وبينهم، فتارة يتهجم على رئيس مجلس النواب نبيه بري، وتارة يتعرض للوزير سليمان فرنجية، وتارة يقطع الطريق على إعطاء الحزب السوري القومي الإجتماعي مقعدا وزاريا، وفي كل مرة يدفع حزب الله من رصيده، ويهرق ماء وجهه مع حلفائه من أجل امتصاص النقمة ، كرمى للرئيس عون، وحفاظا على حد أدنى من الوفاق.
وفاء حزب الله لإلتزاماته بالتفاهم، يقابله طعنات من الوزير جبران باسيل، الذي يتقن الإنقلاب على كل الإتفاقات ، سواء مع القوات اللبنانية ، أو مع الرئيس سعد الحريري، وفي سبيل تعزيز إمكانية وصوله الى رئاسة الجمهورية، لا يجد مانعا من إعتبار أنه لا يوجد عداء ايديولوجي مع اسرائيل ، في رسالة الى الولايات المتحدة الأميركية، أنه مستعد لإقامة صلح مع العدو الإسرائيلي في حال وصوله الى سدة الرئاسة.
بعد لقائات متعددة مع السفيرة الأميركية في دارته في اللقلوق، تخللها غداء، خرج نواب وكوادر التيار الوطني الحر على الإعلام منددين بسلاح حزب الله، واعتباره مسؤول عن تجويع اللبنانيين، مطالبين بإغلاق المعابر غير الشرعية مع تلميح بمسؤولية الحزب عن ذلك، وكان قد سبق ذلك صفقة إطلاق العميل الفاخوري من السجن، استجابة لطلب الولايات المتحدة الأميركية، وبفتوى قضائية صادرة عن وزير العدل السابق، والمستشار في القصر الجمهوري حاليا ،، كذلك محاولة مندوبة لبنان في الأمم المتحدة تسويق قرار تبديل مهام قوات الطوارئ في الجنوب ، دون أن تحرك وزارة الخارجية ، المحسوبة على جبران باسيل، ساكنا، وليس آخرها اقتراح قانون العفو عن العملاء وعائلاتهم الفارين الى اسرائيل، مع ما يسببه ذلك من إحراج لحزب الله.
لم ينس حزب الله، لكنه تناسى، إصرار الوزير جبران باسيل على تشكيل لائحة في البقاع، ما أدى الى خسارة مقعدين للحزب، ذهبا الى القوات اللبنانية وتيار المستقبل، كذلك رفض الوزير باسيل تبني ترشيح مسؤول حزب الله على لائحته، ما أدى الى خسارة مرشح الحزب ، وعدم فوز مرشح التيار.
يدرك حزب الله جيدا استحالة وصول الوزير باسيل الى رئاسة الجمهورية، خاصة مع إزدياد عدد خصومه، دون أن ننسى ربما الشعور بالذنب تجاه الوزير سليمان فرنجية، علما أن أي من القوى السياسية ليس بوارد الخوض في هذا الإستحقاق، أقله في الوقت الراهن، وهذا ما ابلغه الحزب للوزير باسيل، وهذا يفسر ما يصدر عن التيار الوطني الحر من تصريحات، فهل يقدم باسيل على قلب الطاولة ، وتمزيق ورقة التفاهم، مقدما أوراق إعتماده الى الجهة التي تعده بالوصول الى كرسي الرئاسة ، حتى ولو كان لا يوجد معه خلافا ايديولوجيا.