غسان همداني – ليبانون تايمز
معاناة المغتربين مع بلدهم الأم معاناة طويلة، والعقوق الذي تكلم عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري قديم، قدم الاغتراب.
لم يحظ الاغتراب باهتمام الحكومات المتعاقبة، اللهم إلا في زمن الانتخابات، او في الخطب الرسمية، أو في زيارة بعض المسؤولين لجمع الأموال، وظلت النظرة للاغتراب في الوطن الأم مادة تجاذب سياسي (أرقام في حضور الطوائف والمذاهب في البلاد) أو مادة نفعية (أرقام للاستفادة من إمكانياتها المالية ولا سيما لخدمة قيادات سياسية وتبادل منافع معه)، وتم التغاضي عن الثروة الوطنية الهائلة التي يمثلها المغتربون، وبقي التعاطي مع الاغتراب موسميا، أو عشوائيا.
بدل ان تهتم الحكومة بمتابعة المغتربين اللبنانيين، وتعزيز سبل التواصل معهم، وتفعيل الحضور الديبلوماسي مع البلدان التي يتوزع عليها المغتربون، انصب اهتمام وزير الخارجية السابق جبران باسيل على إعادة الجنسية لمغتربين تخلوا عنها، ليس من باب الحرص على المغتربين، ولكن من منطلق طائفي ومذهبي، في محاولة لإعادة توازن طائفي في التركيبة اللبنانية!!.
آخر بوادر العقوق في التعاطي مع المغتربين، تجلى في رفض مع عودتهم الى لبنان، وتركهم لمصير مجهول معلوم، ولولا صرخة دوت في ارجاء الوطن، أطلقها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، مهددا بالانسحاب من الحكومة، وقلب الطاولة، في حال عدم عودتهم، لما استشعرت الحكومة حسا وطنيا تجاه أبنائها.
في زمن الانتخاب، كانت توضع الطائرات بتصرف المغتربين، وعودتهم للاقتراع مدفوعة الأجر، مع ما يستلزم ذلك من بطاقات السفر، والإقامة، بينما اليوم، فالعودة وللأسف على حساب المغتربين، وبطاقات السفر ارتفع سعرها ثلاثة اضعاف، ولا يخفف من هذا التصرف السلبي تصريح بعض الوزراء، بمساعدة مالية لبطاقات السفر او الاقامة.
اليوم، ومع وصول الدفعة الأولى للمغتربين الى ربوع الوطن، لن نقول عودة المغتربين الى وطنهم، لكن عودة الوطن الى ابائه المغتربين، وعودة لبنان الى حجمه الطبيعي لأن ” لبنان دون المغتربين صغير جدا ومعهم كبير جدا” كما يقول الإمام السيد موسى الصدر.