عبير شمص – ليبانون تايمز
لقد أحسن وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور من جيب غيره، عندما وعد اليهود بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين سنة ١٩١٧، هذا الوعد الذي لا زال العرب والفلسطينيون يعيشون مأساته حتى اليوم.
فبعد أن بلغ الاستيطان اليهودي مداه حتى سنة ١٩٤٨ عندما صرح أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي أن “لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها”، فكانت سنة ١٩٤٨ السنة المفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية في ظل قيام اسرائيل ك”دولة” في ظل صمت عربي لا زلنا نشهده حتى يومنا هذا.
قضية عمرها الحقيقي قرن وثلاث سنوات، وعمرها السياسي اثنان وسبعون عاما هرمت أمام أعين العرب دون أن يحركوا ساكناً، بعضهم يدعمها باضعف ما يملك من الإيمان، وبعضهم خذلها سراً، والبعض الآخر لم يعد يخجل من خذلانها في العلن.
ويعتبر لبنان من الدول العربية الداعمة والمتبنية للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية لا سيما في الأمم المتحدة ومجلس الأمن واتحاد البرلمانات العربية، ولطالما أكد دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري في كل المحافل على أحقية القضية وشرعيتها وحقوق الشعب الفلسطيني، ولعل أبرز المواقف عندما قال: “لن أتكلم في السياسة كثيرا، وخاصة عن فلسطين، فلم يعد يجدي سوى المقاومة، والمقاومة فقط.
والجدير بالذكر أن معظم الأحزاب الوطنية اللبنانية كانت داعمة للقضية الفلسطينية على مدار الأعوام الماضية، فحركة أمل كانت من اوائل الأحزاب التي اعتبرت أن القضية الفلسطينية في صلب اهتماماتها، وقد جاء ذلك في البند السادس من ميثاقها إيماناً بما قاله سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر “إن القضية الفلسطينية ليست ملك احد وهي مسؤولية هذه الأمة” معتبرة أنه مهما تكاثرت المؤامرات ستبقى فلسطين عربية وإسلامية ومسيحية”.
بدوره تيار المردة لطالما اعتبر أن القضية الفلسطينية قضية محورية وشدد رئيس التيار الوزير السابق سليمان فرنجية على دعم الشعب الفلسطيني ونضاله من أجل إستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، معتبرا ان العرب كانوا دائماً متخلين عن القضية الفلسطينية إما بالعلن او بالسر.
وبالنسبة للحزب السوري القومي الإجتماعي “فإن فلسطين هي القضية الثابتة التي يبذلُ في سبيلها الغالي والنفيس لتحريرها”. ودعا القومي الى “التمسك بخيار المقاومة لتحرير القدس”، معتبرا “إن ما شهدته المنطقة في الآونة الأخيرة هدفه إزالة فلسطين من وجدان الأمة من خلال عناوين جذابة تتحدث عن الحرية والعدالة الإجتماعية”، منتقدا “التطبيع والمطبعين الذين دعموا هذه المؤمرات في المنطقة”.
وكذلك رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب أكد في مناسبات عدة أن “فلسطين كانت وستبقى في وجدان الأمة العربية”، معربا عن “خشيته من خيانة البعض لفلسطين”، مشدداً على أنه “لا خيار لتحرير فلسطين إلا من خلال المقاومة”، مطالبا “بالعودة الى القضية المركزية اي فلسطين”.
وفيما يتعلق بموقف تيار المستقبل من القضية الفلسطينية وصفقة القرن فقد جاء في البيان الصادر عنه حيث قال “لن يعلو حق فوق الحق الفلسطيني في رفض صفقة القرن التي لا يمكن أن تمر على حساب الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي للدفاع عن أرضه ومقدساته وتثبيت حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف”.
وشدد تيار المستقبل ايضاً على ضرورة الوقوف خلف وحدة الشعب الفلسطيني وقيادته في رفض هذه الصفقة التي تستند الى وعد بلفور، في ظل الخشية من تصفية القضية الفلسطينية وما تعنيه بالنسبة للشعوب العربية والاسلامية في كل أصقاع العالم. ودعا العالم العربي والإسلامي اليوم لأوسع تضامن مع القضية الفلسطينية، واعتبار هذه الصفقة بمثابة صفعة لكل مساعي الوصول الى سلام عادل.
من جهة ثانية، فإن التيار الوطني الحر يختصر موقفه بما ورد على صفحة الوزير السابق الياس بو صعب الذي نشر صورة للقدس وعلق عليها بالقول:”بيتي هنا، ارضي هنا، البحر السهل النهر لنا”، مرفقة بهاشتاغ “القدس عاصمة فلسطين الأبدية”.
وكذلك ما اورده النائب جورج عطالله فغرد عبر حسابه على موقع “تويتر”: لا يمكن للمال أن يشتري أوطانا، يمكنه فقط أن يشتري عملاء، لا ملياراتهم ولا مغرياتهم ولا تهديداتهم ستجبرنا على قبول توطين اللاجئين والنازحين في أرضنا”.
ويعتذر رئيس تيار الكرامة الوزير السابق فيصل كرامي في تصريح له من فلسطين “عذرا فلسطين الحبيبة، عجزنا عن تحرير ارضك وعن استرداد الحقوق والمقدسات وتمادينا في خلافاتنا، وانقساماتنا، وسمحنا للفساد وللفتن البغيضة ان تنهش بنا وتدمر وحدتنا العربية.
أحد من الأحزاب والشخصيات السياسية اللبنانية لا يستطيع إنكار أحقية القضية الفلسطينية ، لهذا جاء الموقف اللبناني واضح، اجماع وطني على رفض التوطين انطلاقا من الدستور اللبناني، وإيمانا بشكل راسخ بأن فلسطين دولة عربية، وحق العودة مقدس”.