أكد الأمين العام للأوقاف في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ حسن شريفة، أنه “عندما تتوالى الأزمات، نشدد على الإسراع بتكليف رئيس للحكومة، والبدء بتشكيل حكومة إنقاذية تضع خطة للخروج من الأزمة، ولإعادة الإستقرار الإقتصادي والمالي، تراعي المساواة بين المواطنين”.
ورأى شريفة خلال خطبة الجمعة في مسجد الصفا في بيروت، أن “المسؤولين ما زالوا يجترعون الحلول لبعض القطاعات على حساب أخرى، وهو أمر ولّد نظاماً طبقياً من المحتكرين في مختلف القطاعات التى تمس حياة المواطن”.
ولفت إلى أن “سياسة الاستئثار والتفرد واللعب على الوتر الطائفي والمذهبي لم تقدم أي حلول سوى زيادة في الأزمة، في وقت كان الأولى أن يبت موضوع تشكيل الحكومة، والتوقف عن التعطيل”، مضيفاً ” قلنا سابقاً أن قطار المراوحة السياسية وتضييع الوقت يستهلك وقوده من جيوب المواطنين، وعلى حسابهم وحساب الوضع الإقتصادي والصحي والمعيشي، واليوم نكرر لا مجال لتضييع الوقت، ولا مجال للمراهنات على الخارج الذي لا يسعى سوى لمصالحه”.
وأكد شريفة “أن لعبة وسياسات الدول الكبرى تركز على مصالحها، وتنمي أرباحها على حساب الدول الفقيرة التي ربطوها بسياسيتهم ومحاورهم”، مشيراً إلى أن “القطبين الإقتصاديين: الصين والولايات المتحدة تخوضان اليوم حرباً إقتصادية بامتياز، في وقت نحن لسنا سوى أسواق إستهلاكية وترويجية لهذه الدول”.
واعتبر شريفة أن “الفوضى التي تعيشها المنطقة بشكل عام ولبنان بشكل خاص، ليست وليدة الصدفة، لا بد أن أطراف عديدة، تحركها دوافع دينية وإيديولوجية، وأهداف سياسية وأمنية، ومصالح اقتصادية، وهي تهدف لشيطنة الإسلام خاصة، وذلك عبر كلام تشكيكي فضفاض حمّال أوجه، من خلال برامج إعلامية معروفة الأهداف والتمويل، واستضافة شخصيات ساذجة او ممالقة على حساب الدين والمبادىء لأهداف أقلها السيطرة على مقدراتنا”.
وتابع المفتي شريفة “هناك تركيز على أن “الإسلام يدعو إلى العنف ويقول به، وأنه ضد التعايش مع الغير، ومن ثم جعله مسؤولاً عمّا ينشب من صراعات هنا وهناك في العالم والضغط على الدول الإسلامية لتعديل مناهجها التربوية والتعليمية تحت ذريعة أنها لا تنسجم مع الحياة المعاصرة، والتغافل عن الرحمة والتسامح والمحبة والتكافل وحفظ الحقوق التي دعا إليها الإسلام”.