زهراء شرف الدين – ليبانون تايمز
بين نزع السلاح ورفض التعرض للمقاومة، مواجهات متضاربة يشهدها الشارع اللبناني، تترافق مع ذكرى اجتياح العدو الاسرائيلي للاراضي اللبنانية.
وكأن مظهر 8 اذار و 14 اذار عاد الى الساحة، وبموجة من السخرية تلقى جمهور المقاومة فكرة نزع السلاح، واستبداله بالسلاح الفكري، الذي يعلم الجميع انه كلام فارغ لا مكان له في بلد احتل من قبل كيان نكل وقتل مواطنيه الابرياء على ارضهم.
لم يلق شعار 1559 تأييد جميع منتفضي 17 تشرين الأول الذين انقسموا بين محارب للفساد والطبقة السياسية، ومحارب للمقاومة وسلاحها، ما ادى الى نشوب نزاع فيما بينهم بعد الدعوة للتظاهرة تحت اسم ثورة تشرين، دون التنسيق الكامل مع جميع اطرافها، حسب قولهم وبهذا نرى ان الحراك مفكك والكل “يغني على ليلاه”.
في هذا السياق علق عضو المجلس السياسي في الحزب “الديمقراطي اللبناني” وسام شروف على التظاهرات وخاصة الداعية لتسليم السلاح بالقول: “التظاهر حق مشروع ويستحيل على اي مواطن ان يقول انه ضد المطالب المحقة، ولكن هذا شيء وموضوع السلاح شيء اخر”.
واضاف شروف في حديث لموقع “ليبانون تايمز”: ” شيء مخزي ومحزن فكرة التظاهر ضد السلاح، ونحن نتحدث عن سلاح جعل للوطن عزة ومناعة، وساهم بدحر عدو واعاد الكرامة لاهل الجنوب ولبنان والعرب ككل، ولولا هذا السلاح كنا لا زلنا نعاني من الارهاب الاسرائيلي في لبنان، ومن ارهاب اخر، حيث تداركت المقاومة خطرا محدقا بلبنان، عبر مواجهة الارهاب”.
واوضح انه “في حرب تموز كان هناك من يعمل ضد لبنان وسلاح المقاومة، ولا نتفاجىء استغلال الحراك الان في هذا الاتجاه، ونحن نحترم الحزب الشيوعي لامتناعه عن المشاركة والتظاهر”.
وافاد شروف بانه “من لديه الامكانية لا يريد الصدام الداخلي، ومن لا يقدر يحاول زعزعة الوضع”، مؤكدا ضرورة ضبط الامن قدر الامكان، والمحافظة على التظاهرات ضمن حدود القانون.
واضاف: “هل ما يحصل مترابط مع خطة للضغط على لبنان؟! وعليه لا يجب ان نقبل او نسمح بذلك”. وتساءل شروف: ” كيف ينظر الان العدو الينا، مع نشوب تظاهرة تنادي بنزع السلاح، يجب ان نخجل من هذا الفعل”.
يمكن القول ان ما يجري من زعزعة لامن الوطن الداخلي، له علاقة كبيرة بمخطط اميركي_اسرائيلي هدفه اخضاع لبنان واحكام سيطرة العدو على اراضيه عبر حجة سخيفة وهي ان السلاح عائق في نهوض البلد واستقراره، وهو الذي لم يقف يوما في وجه اقامة دولة القانون، ولم يكن سوى حاميا لابناء الوطن من عدو سرق وقتل وهجر اللبنانيين، ولا زال يترصد لهم دون رحمة، منتظرا فرصة مناسبة ليعاود اغتصاب لبنان، وعلى ما يبدو ان محاولي نزع السلاح اعميت عيونهم، وبفعلهم هذا خانوا وطنهم.